من وراء أكمة هذا الإرهاب ..؟! لا تدعوهم يشعرون بالنجاح
لهؤلاء الذين يخبطون حول العالم خبط عشواء ، يستثمرون في التخويف والترويع ، ويزرعون القتل والموت والجراح ؛ هدفُهم الاستراتيجي البعيد الذي لا تخطئه عقول العقلاء .
إن أول ما ينبغي أن يلاحظه العاقل في أمر هؤلاء القتلة الأدوات ، أن الجرائم المرتكبة ، في نسقها ومنهجيتها ، أكبر المنفذين . وأن كل جريمة مفردة هي حبة في سبحة شيطان ، وأن وراء الأكمة ما وراءها ، وهو الأمر الذي يجب أن يتنبه إليه العقلاء ، وان يتفحصه المحللون الجادون . إن أبسط سؤالين في هذا السياق هما : مَن ؟ ولماذا ؟
في البحث عن ( من ؟ ) سيتفرع السؤال إلى سؤالين مباشرين ، الأول هو : من هو المتضرر الأول من مشروع التطرف والمتطرفين ؟! و من تقديم الإسلام ( الدين والعقيدة والشريعة) والإسلام ( المشروع والمنهج )، وتقديم ( المسلمين الراشدين العدول ) في هذه الصورة العدمية الشوهاء ، التي تنفر من الإسلام أبناءه وتثير عليه وعليهم أعداءه ؟! .
من ...؟! سؤال واضح يحمل جوابه الأوضح . فهؤلاء الغلاة ( المستخدمون ) عن علم او عن جهل ، هم الأخطر على الإسلام وأهله . ولقد ألحقوا بالإسلام ومشروعه وأهله من الضرر خلال عقد من الزمان ما لم يحققه الطغاة المستبدون في هذا المجال على مدى قرن من الزمان. فهم قد عملوا على تشويه صورة الإسلام ، ونفّروا منه الكثير من أبنائه ، ويعملون على قطع الطريق على مشروعه الرحمة ، والإجلاب عليه لترميه أمم الأرض عن قوس واحد.
بكل حسم وجزم ووضوح نقرر أن المتضرر الأول من مشروع هؤلاء ( الغلاة المفسدين ) هو الإسلام الدين والعقيدة والشريعة ، والإسلام المشروع والمنهج ، والإسلام الدعاة الراشدون والمؤمنون العدول .
وبالمقابل من هو المستفيد الأول من مشروع هؤلاء الغلاة المفسدين المنفذين ؟! من هو المستفيد من هؤلاء الذين يقتلون ويروعون وينشرون الذعر والموت في كل مكان حول العالم ؟! من الذي غرس هؤلاء على أرض سورية ؟ ومن الذي غذاهم مرة بعد مرة على أرض العراق ؟ ومن الذي استفاد من تعظيم أمرهم ، وتضخيمه ؟! المستفيد من ذلك بلا شك من جعل العالم يعتقد أن شره دون شرهم ، وأن خطره أقل من خطرهم. المستفيدون الأولون من مشروع هؤلاء الغلاة المفسدين هو الولي الفقيه وحلفاؤه ومحازبوه لا يجادل في هذا عاقل ، ولا يتردد في قبوله جاد منصف ...
أما لماذا ...؟!
فلأن فقه الولي الفقيه الذي اعتبر ( التقيّة ) دائما دينا وعقيدة . و( التقيّة ) تعني أن يكون لك في نمط حياتك ظاهر وباطن . وأن تحافظ دائما على مفارقة بين ما تعتقد وبين ما تقول وتمارس ، إن هذا الفقه وجد في هذه الطريقة من الحرب يشنها على الإنسانية ، وعلى جيرانه خير طريقة للتعبير عن نهمة في نفسه سوداء ما يزال يختزنها على التاريخ وعلى الحاضر والمستقبل على السواء . هؤلاء بالنسبة للولي الفقيه هم المبرد الذي يسلطه على اصله فيحته ويوهنه .
ثم لأن بشار الأسد أراد تحويل الرأي العام العالمي والمحلي عن جرائمه إلى جرائم هؤلاء الغلاة المتطرفين ، وعن فظائعه إلى فظائعهم ، وعن خطره إلى خطرهم !!
وهكذا كان ... حول بشار وهو المستفيد الأول مما كان ومما يمكن أن يكون ، الأنظار إلى جرائم هؤلاء فكان في جرائم هؤلاء : قتل و قطع وجلد وحرق وجزية وذمة وسبي وإماء وما لا يخطر على بال مسلم مبصر جاد في هذا الزمان .. بعض توظيف لعلم النفس في توظيف مقيت لتاريخ صراع حضاري أشد قتامة .
ثم زاد بشار المستفيد في عوده وترا فالتفت حسب منهج ملحوظ مقروء إلى جرائم من يسميهم المجتمع الدولي ( الأقليات المستضعفين ) فكانت الجرائم ضد المسيحيين ( معلولا ) وضد اليزيدين ( سنجار ) وضد كل مجموعة يمكن أن تقام لمصائبها المآتم وتنصب خيمات العزاء ...
ثم زاد بشار الأسد وترا آخر فكانت الجرائم الهوليودية المصورة بعدسات ثلاثية الأبعاد ضد المختطفين والأسرى من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين واليابانيين .وكان ذبح على الهواء وكان حرق وكان كل ما أثار فحفز وغير البوصلة واستدعى الطيران ...
ثم في طفرة رابعة أو خامسة وجدنا الجريمة تمتد وتضرب على الطائرة الروسية ، هل المخابرات الروسية التي تقود ضمن هؤلاء هي التي فجرت ( وتبكي بدموع ساخنات ) ؟! ، ثم نرى المجرمين في الشوارع الباريسية يقتلون ، وفي كل ساعة حول العالم يحذرون ويروعون ويخوفون ، وما تزال الخارطة مفتوحة على المزيد ..
وفي كل مرة يظهر العالم فيها العالم هلعا وجزعا وانخداعا يزداد المستفيد من توظيف الأداة في الحدث غرورا وانتفاخا وتماديا ... ومادمت تسمحون له أن يستشعر النجاح ويحقق ما يراه لنفسه من أهداف فإنكم ستسمعون من هذا النباح خلف الباب كثير ...
نعلم أن في أطراف هذه الأرض مع بشار المستفيد شركاء كثيرين ...ومع ذلك نقول : لا تسمحوا له أن يشعر بالنجاح جربوا أن تقولوا: بشار أول الشر وآخره وسترون كيف ستنحسم مادة الشر في هذا الوجود ، كل الوجود ...