حول العدوان على الحرم النبوي الشريف
إن عدوانا على حرم رسول الله ليس كعدوان على كل أحد
وبهذا العدوان يشهدون على أنفسهم أنهم كانوا مجرمين
تعودنا في كل يوم أن نشجب وندين ونستنكر التفجيرات الآثمة التي ينثرها المجرمون من فرقة الإثم والضلالة ، على كل الجغرافيا الإسلامية بلا دين ولا وازع .
تعودنا أن ندين في كل يوم هؤلاء القتلة المجرمين ، الذين مهروا في قتل المسلمين، باسم الإسلام ، وتحت عناوين جاهزة ، اخترعها لهم من وظفهم ، ومن غسل عقولهم ليستخدمهم في مشروع بغيض كريه ، مشروع إبادة المسلمين والسعي إلى كسر بيضتهم ، بدعوى الدفاع عن الإسلام ورفع راية دولة له !!
ولقد قتلت هذه الفئة المارقة الضالة من أبناء المسلمين منذ أن نجمت فتنتها ما لم يقتله عدو ،واستحلت من حرمات المسلمين ما لم يجرؤ عليه ، غير من رعاهم واستخدمهم في مشروع الإجلاب على الإسلام وأهله من أسديين وخمنئيين من أهل الرجس والعدوان ..
فمرة يصف هؤلاء المجرمون ، شباب الأمة من المجاهدين الصادقين بالمحاربين، فيستحلون دماءهم ، ويبادئونهم بالقتل والقتال ، أو يتحالفون مع أعدائهم أو يجلبون عليهم .
ومرة يزعمون أن سواد الأمة ومستضعفيها من الرجال والنساء والولدان من المرتدين ، فيعملون فيهم آلة القتل والتدمير على امتداد الساحة من العراق إلى الشام إلى اليمن إلى كل مكان تصل إليه أيديهم ويندس فيه مندسوهم .
حتى وصلت اليوم يد جريمتهم ، إلى الحرم النبوي الشريف ، إلى الحرم الذي أراده الله آمنا ، لنجد أنفسنا أمام جريمة تختلف بالنوع عن كل ما سبقها من جرائم هؤلاء القتلة المجرمين ، على هول ما ارتكبوا من جرائم وبشاعتها وقسوتها ..
إن من الحق أن ننهي إلى هؤلاء القتلة المجرمين ، وإلى من ما يزال مغرورا بزخرف دعايتهم السوداء ، وإلى قادة الأمة وأبنائها أجمعين
إن العدوان على حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى العاكفين ، وفي العشر الأخير من شهر الصوم ليس كعدوان على أي حد .
وحين تتمادى العقول المغسولة برجس البغي والعدوان والضلال لتفكر بالوصول إلى مهوى أفئدة ملايين المسلمين ، وحين تجترئ الأيدي الآثمة الملطخة بدماء الآلاف من المهج المعصومة لتمتد إلى العاكفين في مسجد رسول الله ، يكون هؤلاء المجرمون قد تجاوزا كل الحدود ، وانتهكوا كل العواصم التي يمكن لمسلم أن يتصور أنها يمكن أن تعصمهم ، أو أن تلجم غرائزهم المريضة ، وسعارهم للقتل الممتد بلا حدود ولا قيود ..
إن أبلغ رسالة ترسلها الجريمة النكر على حرم رسول الله إلى كل من لا يزال يماري من أبناء هذه الأمة في هؤلاء القتلة ، أو ينخدع بضلالتهم وشعاراتهم ، أن هؤلاء المجرمين إنما يشهدون بمثل هذه الفعلة على أنفسهم أنهم كانوا ضالين وكانوا مجرمين ...
ولقد حرم ربنا على المسلم أن يرفع صوته فوق صوت النبي ، وحرم على المسلمين أن يجهروا لرسول الله بالقول كجهر بعضهم لبعض ، فكيف بمن يستحل القتل وسفك الدماء وترويع الآمنين في حرم رسول الله ( المدينة التي حرمها رسول الله كما حرم خليل الله من قبل مكة ) ، ويقصد بالسوء مسجد رسول الله وضيوفه المعتكفين فيه وهو ثالث ثلاثة من مساجد المسلمين ، لا تشد الرحال إلا إليه .
لتبقى بين أيدينا هذه الحقيقة الناصعة : إن هؤلاء يريدون مسجد رسول الله بالسوء كما يريد المحتلون الصهاينة المسجد الأقصى والمعتكفين فيه بسوء مثله . حقيقة لا يجوز أن تغيب عن عقل وقلب مسلم صادق
نعم يا أبناء الإسلام جميعا ، والنداء إلى تلك الفئة من أبناء المسلمين ، ومن جيل الشباب خاصة التي ما تزال تجادل في الحق بعدما تبين ، وهل نحتاج بعد العدوان على مسجد رسول الله ومحاولة النيل من المعتكفين فيه إلى دليل وبرهان ...
وإن الحقيقة الأوضح المختبئة وراء الجريمة النكر ، أن نتفكر ، من هم الذين ما زالوا يشككون في قدرة القائمين على أمر مقدسات المسلمين على حمايتها، وأن نتذكر تهديدات ( خمنئي ونصر الشيطان والحوثي وبشار ) أنهم سيشعلون الحريق من بحر قزوين إلى خليج العرب ، وأن لا ننسى أن بعض الشياطين هؤلاء قد أعلنوا مقاطعتهم للحج بدعوى انتفاء الأمن لتأتي الجريمة الكئيبة لتعطي الذريعة ، وتخدم الغرض ، فلا حقيقة تحت هذه الحقيقة ، ولا حقيقة فوق هذه الحقيقة . وما كانت الجريمة المصاحبة إلا للتغطية على الجريمة الأصلية وتمويهها ، مع أننا ندين كل الجرائم وننبذها ..
أيها المسلمون إن الأمر جد ، وإن الأمر خطير ، ومحاولة العدوان على مسجد رسول الله في حرم رسول الله ، وإن باءت بالفشل ، فهي أمر له ما بعده في سياق الحرب الكبرى التي تدار اليوم على الإسلام والمسلمين ...
حمى الله مقدسات المسلمين ، ومناسك المسلمين وأيد بروح من عنده كل الجادين المخلصين في حماية كل بلاد المسلمين . وشل الأيدي وطمس على الأبصار والعقول التي تريد ببلاد المسلمين سوء ...
اللهم ارحم شهداء الحرم النبوي ، وتقبلهم في عليين ، وكل شهداء المسلمين في معارك المسلمين التي تدور على أرض العراق والشام ، كل الشام ، واليمن ..
(( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ...))