ترمب .. وشعرة الشعيرات..
جناية جديدة من جنايات الأسد والمطلوب الحرب على المجرم
لم تكن جريمة بشار الأسد البشعة في خان شيخون ، صبيحة الرابع من نيسان سوى حلقة في سلسلة الجرائم المتراكمة التي ما يزال المجرم يرتكبها منذ ست سنوات .
لا جديد في الجريمة الأسدية ، حتى في أداتها . فالجريمة الكيماوية تحتل الرقم بضعا وعشرين من الجرائم الكيماوية التي وثقتتها المنظمات الحقوقية والأممية على مدى سنين .
مشاهد الضحايا يزهرها ربيع الموت الأسدي متعددة االأنواع والألوان ، وكلها تبعث بروائح العدم الذي يثير الغثيان في العقول والقلوب. من الإيجابي أن نرصد ، بين الفينة والفينة ، أن بعض النفوس على المستوى الإنساني أو السياسي تستشعر هذا الغثيان حيال بعض الجرائم فقط كما حصل مع صورة الطفل السوري ديلان أو الطفل قنديش أو كما حصل صباح الثلاثاء مع صورة الموت يعتام رئات الأطفال البريئة في خان شيخون ..
نؤكد أن ردود الفعل الإنسانية والسياسية والعسكرية على جريمة بشار الأسد المنكرة هو جريمة إضافية لبشار الأسد ، تُنسب إليه ، وتحسب عليه ، ويتحمل مسئوليتها التاريخية أمام العالمين ، بما في ذلك جعل سورية مسرحا مفتوحا لقوى شريرة كثيرة بعضها على الأرض وبعضها في الجو.
لم ينتهك أحد في سورية سيادة الدولة ، وطهر الأرض ، وحرمة السماء غير بشار الأسد . فعل كل ذلك في حالة من الدياثة المروعة ، ثم ما نزال نستمع إليه يثرثر عن الشرعية والسيادة الوطنية . هذه التدخلات الخارجية في الشأن السوري يجب أن تظل معلقة في عنق الأسد وفصيله على مدى الزمان . المجرم بشار الأسد هو الذي أذن للروس وللإيرانيين ولأذنلبهم من لبنان وأفغانستان ومن كل دول العالم أن يدنسوا طهر الأرض السورية. وبشار الأسد بإصراره على الجريمة بأشكالها ، هو الذي استدعى دولا أخرى بما يرتكب من جرائم إلى الانغماس في المشهد السوري . لا أحد من المعارضة ، ولا من رجال الثورة أراد ذلك .. ولا أحد من هؤلاء يفرح اليوم بالذي يجري ؛ غير الأسد الذي كان وسيظل رأس كل شر وجريمة وسبب كل شر وجريمة .
ثم إننا لا بد أن نشيد بالتفاعل الدولي الإنساني والسياسي مع مشهد الجريمة المروعة في خان شيخون ، مع صور الأطفال يجودون بأنفسهم ، ويلفظون أنفاسهم المتحشرجة . وأن نؤكد احترامنا للتفاعل الإنساني للرئيس الأمريكي ترامب ، والذي تحول من واقع القدرة التي تتمتع بها الولاية المتحدة إلى رسالة عملية إيجابية ، والتي مهما اختلفنا في تقويمها ، سيبقى لها وقعها الإيجابي وتداعياتها المنجزة .
إن أول رسالة مهمة يرسلها ترامب للعالم هي أنه ينفي البلادة ، وموت المشاعر الإنسانية عن ساكن البيت الأبيض والتي سادت في الحقبة السابقة .
ثم إن هذه الرسالة ساعدت الكثيرين من الذين أسكتهم الشعور باليأس ، على استعادة أنفاسهم ورفع أصواتهم ، والانحياز إلى إنسانيتهم، التي فارقوها لحين مما أورث عجزا على ضفة من ضفاف العالم ، وأورث طغيانا وغطرسة على الضفة الأخرى ..
ويبقى لنا ، نحن السوريين المبتلين بالمجرم والجريمة منذ ست سنوات، رسالتنا الخاصة إلى كل المعنيين بحرب الإرهاب والإرهابيين في العالم .
إن بشار الأسد هو الإرهابي الأول في العالم وليس فقط على الأرض السوري . ولنتفق على قياس ذلك بعدد ضحاياه من البشر الأبرياء . إن حرب الجريمة لن ينجح إلا بحرب المجرم ، وإن حرب الإرهاب لن تتكلل بالنجاح إلا بمحاسبة الإرهابي الأول . وهذا أول الطريق لقد صادر الرئيس أوباما ، من قبل سلاح الجريمة ، وقصف الرئيس ترامب اليوم مكان انطلاق منفذيها . يجب أن نؤكد إن شعرة ترامب في الشعيرات لن تكون كافية ، والمطلوب هو التصدي للجريمة في شخص المجرمين الذين يديرونها قبل مواجهتها في شخوص المجرمين الذين ينفذونها . نشكر كل أصحاب المشاعر الإنسانية على مشاعرهم . ولكننا لا نريد المزيد من تسعير نار الحرب في سورية . لا نريد المزيد من الحروب يدفع ثمنها شعبنا من وجوده ومن حياة أبنائه ومن تنميته وعمرانه .. فقط أنقذوا سورية من أكابر المجرمين فيها . ارفعوا عنها أيدي الغرباء الذين غمسوا أنوفهم في شأنها ، وأعلنوا أنفسهم أوصياء عليها .. فقط ولكم من المستضعفين السوريين ، ومن قلوب الأطفال التي اغتالها السارين والكلور مرة بعد مرة بعد مائة مرة الشكر والاعتراف والامتنان .